بسم الله الرحمن الرحيم
الم
[الم] الله أعلم بمراده بذلك
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
[ذلك] أي هذا [الكتاب] الذي يقرؤه محمد [لا ريب] لا شك [فيه] أنه من عند الله ، وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم [هدى] خبر ثان أي هاد [للمتقين] الصائرين إلى التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
[الذين يؤمنون] يصدقون [بالغيب] بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار [ويقيمون الصلاة] أي يأتون بها بحقوقها [ومما رزقناهم] أعطيناهم [ينفقون] في طاعة الله
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون
[والذين يؤمنون بما أنزل إليك] أي القرآن [وما أنزل من قبلك] أي التوراة والإنجيل وغيرهما [وبالآخرة هم يوقنون] يعلمون
أولـئك على هدى من ربهم وأولـئك هم المفلحون
[أولئك] الموصوفون بما ذكر [على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون] الفائزون بالجنة الناجون من النار
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون
[إن الذين كفروا] كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما [سواء عليهم أأنذرتهم] بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المُسَهَّلَة والأخرى وتركه [أم لم تنذرهم لا يؤمنون] لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم ، والإنذار إعلام مع تخويف
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم
[ختم الله على قلوبهم] طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير [وعلى سمعهم] أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق [وعلى أبصارهم غشاوة] غطاء فلا يبصرون الحق [ولهم عذاب عظيم] قوي دائم
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين
ونزل في المنافقين : [ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر] أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام [وما هم بمؤمنين] روعي فيه معنى من ، وفي ضمير يقول لفظها
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
[يخادعون الله والذين آمنوا] بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية [وما يخادعون إلا أنفسهم] لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة [وما يشعرون] يعلمون أن خداعهم لأنفسهم والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين ، وفي قراءة وما يخدعون
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون
[في قلوبهم مرض] شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها [فزادهم الله مرضا] بما أنزله من القرآن لكفرهم به [ولهم عذاب أليم] مؤلم [بما كانوا يكذبون] بالتشديد أي نبيَّ الله ، وبالتخفيف أي قولهم آمنا